أزمة الكتاب تصنعها الحكومات-طنجة الأدبية
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
إصدارات

أزمة الكتاب تصنعها الحكومات

دق الوزير محمد الأمين الصبيحي ناقوس الخطر بشأن الكتاب المغربي، و قال أن هناك أزمة تهدده، و قدم تشخيصا للأسباب و الاختلالات، في حين عجز عن طرح الحلول الكفيلة بالخروج من الأزمة التي تحدث عنها ب"مرارة و حزن"، بما يعيد لهذا الكتاب اعتباره، و هيبته الثقافية، و دوره الحضاري في التوعية و التثقيف و التربية.
و الواقع أن وزير الثقافة لم يأت بجديد من خلال تصريحه الصحفي الذي أدلى به عشية انطلاق فعاليات المعرض الدولي للنشر و الكتاب الأخير بالدار البيضاء في دورته 19، لأن الأزمة ليست معلومة جديدة، و الاعتراف بها ليس فضيلة، و التأكيد عليها ليس فتحا مبينا، و العجز عن طرح حلول عملية و قريبة المدى كان و سيبقى هو الحدث.
جميع من سبقوا الوزير الصبيحي في تدبير الشأن الثقافي المغربي، سارعوا  مبتهجين – و لو في صورة المرارة و الحزن – إلى القول بالأزمة، و جميعهم بعد هذا الاعتراف الخطير نكصوا عن البحث في الأسباب و الحلول، و بددوا أموال الوزارة في أشكال من الاحتفالات الفلكلورية التي لم ترق لا بالفن، و لا بالكتاب، و لا بالسينما، و لا بالذوق الحسي و الجمالي للمواطن المعربي.
و نحن هنا نتساءل، ماذا فعلت الوزارة الوصية من قبل الوزير سيناصر و إلى ما بعد الوزير بن حميش من أجل فك طلاسيم أزمة الكتاب المغربي ؟ و أين هي بصمة وزارة الصبيحي في جسد هذا الرهان ؟.
ما هي المؤسسات التي جندتها الوزارة المعنية لتطوير الكتاب المغربي ؟ و رعايته ؟ و الترويج له ؟ و تسويقه في ظروف ملائمة و مناسبة ؟ و إيصاله للقارئ المواطن و تشجيعه بالتالي على اقتنائه ؟.
أين هي مؤسسة الكتاب الشعبي التي يناط بها دور طبع الكتب، الأكثر مقروئية، و بيعها بأثمنة زهيدة ؟ أين هي مؤسسة الترجمة التي تكلف بترجمة كتب المؤلفين المغاربة التي كتبت باللغات الأخرى ؟ و ترجمة تراث الإنسانية في الرواية و القصة و الشعر و المسرح و الفكر و التكنولوجيا و غيرها من مجالات العلم و المعرفة و الثقافة ؟ و أين هي مؤسسة تشجيع الإبداع الأدبي و الفكري المغربيين و خاصة إبداع الشباب من النساء و الرجال ؟ و غيرها من المؤسسات الرسمية التي نجدها نشيطة و مبدعة في مصر و سوريا (قبل الأزمة) و الكويت و السعودية و العراق (سابقا) و باقي الدول التي استوعبت أهمية الكتاب، و دوره الحضارة في بناء شخصة المواطن السوية و المستقيمة و المثقفة و الواعية ؟.
إن الوزير محمد الأمين الصبيحي يدرك جيدا قيمة الكتاب المغربي، و مدى تقديره على المستوى الوطني و العربي، و طبيعة الإقبال عليه في المعارض الدولية للنشر و الكتاب داخل المغرب و خارجه، لذا فهو مطالب بالبحث عن كيفية الخروج به من أزمته التي نرى أنها مفتعلة، في ظل سياسة التبذير المالي و إسرافه الذي تلجأ إليها الحكومة كلما حل موسم الطبل و التزمير و الرقص.. كما ندعوه إلى التفكير، بجدية و مسؤولية، في دعم دور النشر و التوزيع و الصحافة، و تخصيص غلاف مالي لها، على غرار الدعم المقدم لكثير من الجهات دون أن تستحقه من جهة، و دون أن تحاسب فيما بعد و تسأل عن وجوه تصريفه من جهة ثانية.
إن الثقافة المغربية تتحرر انطلاقا من تحرير كتابها من إكراهات النشر و التوزيع.. و لا خير في أمة لا تحترم كتابها بالرعاية المالية و الأدبية.



 
  طنجة الأدبية (2013-05-06)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

أزمة الكتاب تصنعها الحكومات-طنجة الأدبية

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia